بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً حمدا والشكر لله شكراً شكرا والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد:-
أحبتي الكرام سأكتب في هذا الموضوع الذي أخص به كل شاب في قلبه ذرة خوف ٍ من الله إلى كل شاب يوجد في قلبه ولو جزءٌ بسيط من الشهامة والكرامة إلى كل شاب لازال في قلبه ولو نزغٌ يسير من الغيرة على عرض أهله أخاطب في هذا الموضوع الشاب الذي غره الشيطان وأغواه ولكن أساسه طيب فأنا أخاطب الطِيبَةَ التي فيه لعلها أن تنقذه مما هو فيه.
أحبتي الكرام أخاطب في موضوعي هذا أيضاً من يفكر في ما سأتحدث عنه ومن وقع فيه ومن لم يقع فيه فهو موضوع خطير وأبدأه بآية عظيمة من قرأها وتدبرها تكفيه عما سأكتب وما سأطرحه عليكم
قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)}سورة النور
قبل أن تكمل قراءة ما سأكتبه أخي الحبيب أتمنى أن تعيد قراءة الآية الكريمة مرات متعددة وبقلب ٍ خاشع وبذهن ٍ صافي لكي تعي خطورة ما سأكتبه.
فأبدأ موضوعي قائلاً نحن معشر الشباب بنسبة كبيرة وقعنا في مشكلة يندى لها الجبين مشكلةٌ قل أن تجد شاب إلا ويتفاخر بها مع أقرانه ويتباهى بها وكأنها أمر بسيط ألا وهي مصيبة الغزل أو المعاكسات وتسمية مصيبة لهذا الفعل الشنيع أقل من حقها.
أحبتي الكرام لماذا انتشرت هذه المصيبة بيننا ونحن مسلمون ألا يوجد في قلوبنا خوفٌ من الله أليست المعاكسات والغزل باب إلى نشر الفساد بين الفتيات فربما بفعلتك هذه تغوي فتاة قد حرمت من الحنان والحب بين أهلها فتكون صيداً سهلاً لأنها تبحث عن هذا الحنان المفقود أليست جميع بدايات المعاكسات والغزل بالكلام الحسن والجميل لتجذب فريستك إلى المصيدة نعم هي البداية الكلام الجميل ولين الجانب ثم الوقوع في المصائب ولا حول ولا قوة إلا بالله لماذا نفسد هذه الفتاة وندعوها فيما بعد إلا فعل الفاحشة وإذا لم تفعل ذلك فتكون قد دللتها على طريق الفساد وتركتها تكمله مع غيرك؛
أليست الآية السابقة تحذر وتتوعد بالعذاب في الدنيا والآخرة للذين يحبون (أنتبه) يحبون أي لم يكونوا سبباً في ذلك فكيف بمن كان سبباً في إفساد فتاة إذا كان هذا الوعيد في من يحب أن تشيع الفاحشة فكيف يكون وعيد من كان سبباً في نشرها نعم نشرها فأغلب الشباب يأخذ ما يريد من فريسته أي يأخذ أعز ما تملك شرفها ويستمر معها لوحده على ذلك ويفسدها وربما يصل الأمر بأن تكون سلعةً بين يديه لأصحابه الشباب فيكون بذلك قد نشر أعظم فاحشةً على وجه الأرض وهي هتك أعراض المسلمات.
أحبتي الكرام والله إني أكتب هذا الموضوع وقلبي يتقطع ألماً مما أراه وأسمعه يحصل بيننا معشر الشباب أإلى هذه الدرجة أصبح الموضوع هيناً هل أصبحنا نتفاخر به وكأننا لم نرتكب جريمة والله إن الكلام مع امرأة ليست بمحرم لنا لأعظم جريمة فكيف بمن يتحدث ويخرج مع الفتاة ويواعدها وربما يصل الأمر إلى ارتكاب جريمة الزنا وهذا الأمر لابد أن يحصل لمن تكلم مع من لا تحل له وهو ما يتفاخرون به الشباب خرجت مع فلانه وسويت كذا وكذا وكأنه لم يعمل أي شيء أإلى هذا الحد أصبحت أعراض الفتيات أمرٌ يستهان به.
أخي الكريم إن المعاكسات أسلوب من أساليب الشيطان وخطواته لكي يوقعنا في الجرم الأكبر وهو الزنا فهو يهون الموضوع فيقول تحدث مع فلانه وتسلى معها فقط مجرد كلام كل الشباب يتكلمون مع بنات إلا أنت ما يصير لازم تتكلم مع بنت علشان تتعود على الكلام مع البنات ما هو إذا تزوجت تصير جاهل ما تعرف حتى تتكلم مع مرتك وهكذا يزين لك الأمر لكي يصبح طبيعياً وكأنك لا تعمل أي شيء بل على العكس يجعلك تتفاخر بذلك فإذا وقعت في هذا الأمر زين لك الخطوة التي تليها وجعلك تخرج معها وهكذا كما قيل نظرةٌ فابتسامة فموعد فلقاء واللقاء يحصل فيه الجريمة الكبرى والعياذ بالله قال تعالى محذراً لنا بأن لا نتبع خطوات الشيطان
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}النور آية 21
أحبتي الكرام أخواني الشباب أليست الفتاة أختاً لنا فهل يرضى أحدٌ منا أن تكلم أخته أحد وتواعده وتخرج معه والله لا يوجد عاقل ويقول نعم أرضى بذلك فلماذا نرضاه لغيرنا أخواني الشباب ليعلم كل شخص منا أنه كما تدين تدان والجزاء من جنس العمل و من دق باب الناس دقوا بابه و من يزني يزنى به ولو في عقر داره ودقة بدقة وإن زدت زاد السقا وسأذكر لكم إن شاء الله في تكملة هذا الموضوع لاحقاً بعض القصص الحقيقية التي تدل على ذلك فهل يرضى أحد منا أن تكون أخته هي الضحية والفريسة.
أخواني الشباب قد نقول بما أن البنت راضيه تكلمني ليش ما أكلمها وبما أنها راضية تخرج معي ليش ما أخرج معها وهلمَّ جرا من هذا الكلام الذي نقوله ونكرره لمن ينصحنا فأقول أعلم أن الفتاة (وأنا هنا لست أدافع عنها وقد طرحت موضوع سابقاً عنها) ربما تكون ضعيفة أمام الكلمات الجميلة والحنان الذي تجده في أسلوبك الذي حُرِمَت منه في حياتها سببٌ في أن تكون فريسةً سهلة فهل تقوم بإغوائها وتكون سبباً في فسادها لو أن كل واحد منا عامل الفتاة كأنها أخته من أمه وأبيه لما كان هناك معاكسات ولا غزل ولما أنتشر هذا الفساد
أخي الشاب ألا تعلم أن من عمل سيئة فعليه وزرها ووزر من يعمل بها إلى يوم القيامة فإذا أفسدت فتاة أخي الشاب فسيكون عليك وزرها ووزر من تتكلم معه ومن تخرج معه ومن ستفسد هذه الفتاة ومن جعلته أنت يكلمها ويخرج معها وستجد كل ذلك في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وستأخذ سيئاتهم يوم القيامة فربما بإفسادك لهذه الفتاة تكون هي لوحدها سبب دخولك النار ولو كنت تصلي وتصوم وتعمل الخيرات ألم تدخل امرأة النار في هرة حبستها فكيف بفتاة مسلمة أفسدتها
أخي الشاب تخيل أن أحد الشباب أعطاك رقم فتاة لكي تكلمها فوجدت نفسك تكلم أختك دون أن تشعر ماذا سيكون شعورك وموقفك وقتها فانتبه أخي الشاب قبل أن تكون أختك فريسة أحد الشباب عقاباً من الله لك بسبب ذنبك الذي ارتكبته مع هذه الفتاة فاحذر قبل أن يقع الفأس في الرأس ويفوت الأوان وحينها لا ينفع الندم
أخي لشاب قد تقول هي من تكلمني وتتصل بي أو هي من بحثت عني فأقول لك هل تريد أن تكون شريكاً في الجريمة وتكون ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا فأنت بفعلتك هذه أعنتها على الشر وكنت شريكاً في انتشار هذه الفاحشة فلو أن كل شاب كلمته فتاة وصدها هل ستجد من تكلم طبعاً لا لذلك لنحذر أشد الحذر من أن نكون سبباً في إفساد أية فتاه أو مساعدتها وإعانتها على الفساد ولنكون شباباً غيورين على أعراض حرمات المسلمين ولنحذر من هتك عرض امرأة مسلمة فمن هتك عرض امرأة مسلمة هتك الله عرضه في الدنيا والآخرة.
